دبي (الاتحاد)

عاش أحمد أوللا منذ ولادته داخل مخيم كوكس بازار في بنجلادش، ليمضي أول 15 عاماً من حياته بدءاً من العام 1993، بين أزقة المخيّم، محروماً من أبسط مقوّمات العيش، وممنوعاً من الحصول على أي نوع من التعليم الأساسي.
اعتبر أحمد في لقاء مع «الاتحاد» على هامش المنتدى العالمي للتعليم والمهارات في دورته السابعة، أن الحظ ابتسم له، حين كان يساعد والدته في العمل في أحد المقاهي جنب المخيم، ليقع عليهما الخيار من قبل فريق إحدى البعثات الحكومية كان يزور عام 2008 المخيم ويطلع على أحوال اللاجئين فيه، للهجرة إلى كندا وبدء حياة جديدة.
هناك، بدأ رحلة التعلّم التي تأخر عنها نحو 12 عاماً. لم يكن من السهل إتقان القراءة والكتابة حينها، إلا أن الإصرار والعزيمة دفعاه إلى إكمال دراسته لينال شهادة في علوم الاتصال، وهو اليوم يدرس اختصاص العلاقات العامة في إحدى الكليات في مدينة تورونتو، والتي سينال فيها شهادة العلاقات العامة العام المقبل. وينظّم أحمد مسيرات السلام وهو كاتب مشارك في الفيلم الوثائقي «أنا روهينجا»، ومنسّق في المبادرة التطويرية للروهينجا الكنديين.
وشرح أنه حين غادر والداه ميانمار (بورما) عام 1991 بعدما سحبت منهما الجنسية وطردا من منزلهما، ولم يكن هناك أمل بتلقي أي مساعدة للتعلّم أو تنمية أي مهارة.
يحاول أحمد إيصال صوته إلى العالم، ليفي بوعد قطعه لآلاف الأطفال في مخيم كوكس بازار، بأن يحصّل لهم فرصة تعليم، تكون لهم الأمل في بناء مستقبل أفضل. هذه الفرصة تحدث عنها أحمد من خلال قصة «القلم الأحمر». ففي أحد المطارات التي توقف فيها خلال رحلة توجهه إلى كندا، أهدته إحدى السيدات بعدما تعرّفت على قصته، علبة بداخلها قلم لونه أحمر. في تلك اللحظة، كانت المرة الأولى التي يرى فيها أحمد قلماً ويمسكه بيده ليخطّ خربشات على ورقة صغيرة. كان موقفاً لا ينسى ليس فقط بالنسبة له، بل أيضاً بالنسبة للسيدة التي رأت علامات الدهشة والسحر في عينه لمجرد أن تعرّف على ماهية القلم. «القلم بدلاً من السلاح»، هي الفرصة التي يمكن أن يؤمنها التعليم لجيل جديد من الروهينجا، إذا ما قرر العالم أن يلتفت إليهم ويدعمهم، معاتباً في الوقت نفسه وسائل الإعلام لعدم اهتمامها كفاية بالأجيال التي تولد وتعيش في المخيم من دون أفق منذ عشرات السنين.
وأكد أحمد أن المساعدات الإنسانية من مأكل وملبس تصل إلى المخيم، إلا أن الأهم هو إعطاء الأطفال فرصة لتحسين حياتهم بأيديهم من خلال التعليم، لافتاً إلى أنه يضع بيد المسؤولين تقرير كيفية منح أطفال الروهينجا هذه الفرصة، سواء عبر التعلّم المباشر داخل الصف، أو عبر الصفوف الافتراضية بعد تأمين البنية التحتية التقنية في المخيم.